كاليفورنيا مهدّدة بفيضانات بعد عاصفة.. وصدور أوامر بالإخلاء

كاليفورنيا مهدّدة بفيضانات بعد عاصفة.. وصدور أوامر بالإخلاء

تواجه كاليفورنيا مخاطر حدوث فيضانات، السبت، غداة عاصفة جديدة أدت إلى إصدار أوامر بإخلاء مناطق عدة، شهدت أساسا شتاء ماطراً إلى حد كبير في الأسابيع الأخيرة.

ويتوقع أن تصل كمية الأمطار إلى 23 سنتيمتراً في بعض الأماكن، وهذه الأمطار الناجمة عن منخفض دافئ إلى حد ما، يمكن أن تتسبّب بذوبان جزء من غطاء الثلج الاستثنائي الذي تراكم في الأشهر الثلاثة الماضية، ما قد يؤدي إلى تدفق المياه في مجاري الولاية بشكل من الصعب السيطرة عليه، وفق فرانس برس.

وحذرت دائرة الأرصاد الجوية الأمريكية من أن هطول أمطار على "تربة مشبّعة" بالمياه من عواصف الشتاء وعلى "كتلة الثلج الكثيفة سيسبب فيضانات كبيرة".

وعلى ارتفاعات عالية، من المتوقع أن يسبب تساقط الثلوج فوق جبال شمال كاليفورنيا "صعوبات في حركة السير".

إعلان حالة الطوارئ

وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، على إعلان حالة الطوارئ في كاليفورنيا، لتسهيل تلقي مساعدات من الدولة الفيدرالية.

وقال حاكم الولاية غافين نيوسوم الذي كان يدعو إلى المساعدة الطارئة، إن "كاليفورنيا تستخدم كل أداة بتصرفها لحماية المجتمعات من العواصف الشديدة والمميتة التي تضرب ولايتنا".

وصدرت أوامر بإخلاء مناطق عدة خصوصاً في شمال كاليفورنيا حيث يمكن أن تشهد 7 أنهار فيضانات كبيرة.

وتشهد كاليفورنيا الولاية التي تضم أكبر عدد من السكان في البلاد شتاء ماطراً بشكل خاص.

وفي يناير تسبّبت سلسلة من العواصف بفيضانات عدة، وانزلاقات تربة وتساقط أشجار، ما أدى إلى مقتل 20 شخصًا.

نهر جوي 

ويغذي العاصفة الحالية مثل معظم العواصف الأخرى هذا الشتاء "نهر جوي" وهو ممر هائل من الأمطار، يحمل بخار الماء المخزن في المناطق الاستوائية، وغالبًا في محيط هاواي.

وقال مكتب مأمور مقاطعة سان ماتيو بالقرب من سان فرانسيسكو في تغريدة على تويتر: "ابقوا في منازلكم الليلة إذا استطعتم".

وسُحقت سيارة بسبب سقوط شجرة في ريدوود سيتي، لكن نجا السائق والراكب على الأرجح، حسب المأمور.

وفي شرق كاليفورنيا تغطي طبقة من الثلوج سماكتها غير عادية سلسلة جبال سييرا نيفادا منذ أسابيع.

ومع تساقط ثلوج جديدة، الجمعة، أغلق عدد كبير من منتجعات التزلج في المنطقة، وفي ساوث ليك تاهو، تسبب وزن الثلج المتراكم في انهيار سقف محطة وقود ما أدى إلى اندلاع حريق، حسب صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل.

وقال رجال إطفاء محليون للصحيفة، إن حوادث مماثلة عدة وقعت في الأيام الأخيرة.

وقالت المسؤولة في إدارة الإطفاء كيم جورج: "لم يصب أحد في أي من هذه الحوادث".

إلى الجنوب، في جبال سان برناردينو بالقرب من لوس أنجلوس بات ممكنًا الوصول إلى بعض القرى بعد انقطاعها عن العالم لأيام ومنها لأسابيع.

وعبّر بعض السكان عن استيائهم من بطء وصول المساعدة، حتى إن رجلًا سرق كاسحة ثلوج تابعة للبلدية في بيغ بير السبت الماضي، لكنه لم ينجح في إخفاء فعلته، لأن الآلية مزودة بجهاز تتبع ما أتاح للشرطة توقيفه بسهولة.

وفي لوس أنجلوس نفسها أدّت العاصفة إلى تعقيد الاستعدادات لحفل توزيع جوائز الأوسكار المقرر الأحد.

ووضعت الفرق التي تتولى التحضيرات الجمعة دلاء على طول السجادة الحمراء، لجمع الأمطار المتدفقة تحت الخيمة في المكان، وهددت المياه بإفساد التماثيل الذهبية الكبيرة الموضوعة للحدث.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

دراسات وتحذيرات

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية